«قِيَم».. مطبخ تكافلي سوداني لإطعام الأيتام والمرضى
الخرطوم – تانا 4 ميديا - عشرات الشباب يعملون دون كلل، منهمكون في تجهيز وجبة الإفطار لتلاميذ المدارس الفقراء والأيتام، بينما ينهمك آخرون في إعداد وجبة العشاء للمرضى ومرافقيهم بالمستشفيات، وأطفال الشوارع بالعاصمة السودانية الخرطوم، يحدو أولئك الأمل في توسيع مشروعهم الذي افتتحوه مطلع العام الجاري، ليغطي المستهدفين به من ذوي الحاجات والفقراء، في ظل اتساع دائرة الفقر، بسبب ما تشهده البلاد من أزمات متلاحقة.
وكبارقة للأمل، برزت فكرة (مطبخ قِيَم الخيري)، الذي يديره شباب متطوعون بوسط الخرطوم، ويقدم خدماته مجاناً لأطفال المدارس الفقراء والأيتام، والمرضى بالمستشفيات بجانب أطفال الشوارع، وذلك لتخفيف الأعباء المعيشية القاسية، وتقليل الآثار الاجتماعية السالبة الناتجة عن عدم توفر الطعام لمحتاجيه المتعففين، مثل ظاهرة تسرب الكثير من تلاميذ المدارس.
قبول كبير
يقول علي حسن، وهو إداري بمطبخ «قيم» الخيري لـ «البيان»، إن فكرة قيام المطبخ، وجدت قبولاً كبيراً من قبل السودانيين، وتفاعلت معها كل قطاعات المجتمع، ويشير إلى أن العمل بالمطبخ، يقوم به متطوعون شباب من الطلاب والموظفين بعد نهاية دوامهم اليومي، ويلفت إلى أن المطبخ يوزع الطعام على المدارس والمستشفيات بشكل يومي، ويعتمد تمويله على دعم الخيرين والمتطوعين، وذلك تحت إشراف من قبل اختصاصي تغذية، على كل مراحل إعداد وتجهيز الوجبات.
ويؤكد حسن، المطبخ هو رقم 2، ويوزع خدماته للمناطق القريبة، بحيث يستهدف خلال الفترة الصباحية، تقديم وجبات لتلاميذ المدارس الفقراء والأيتام، وذلك بعد رصد المحتاجين عبر معلومات محددة معدة من قبل الباحثين الاجتماعيين بالمدارس، وذلك حتى توزع الوجبات لمستحقيها بصورة سليمة، لا تؤثر في نفسية التلميذ أمام زملائه، مع اتباع أساليب علمية بإشراف مختصين.
أما خلال الفترة المسائية، فيعمل المطبخ على توفير ألفي وجبة عشاء، وتوزع على مرضى المستشفيات ومرافقيهم، حيث يتم توصيلها عبر سيارات المتطوعين، التي تطوف على كل مستشفيات الخرطوم، كما أن الفترة المسائية أيضاً، تستهدف أطفال الشوارع (المشردين).
ويعتمد طبخ «قيم» الخيري في تمويله، على تبرعات الخيرين وعابري الطريق العام، كما أن هناك شركات طرحت رغبتها في رعاية المطبخ، حيث يضيف علي حسن: «وجدنا تجاوباً من قبل المجتمع، وهناك شركات طرحت علينا رعاية المشروع، ولكن حتى الآن، الأمر في طور الدراسة، ومنذ بداية التشغيل، كل الدعم يأتي من قبل المجتمع السوداني، وحتى عابري الطريق، يتوقفون لمعرفة طبيعة عمل عن المشروع وأهدافه، ولا يتوانون في تقديم الدعم، كل حسب استطاعته، وهناك من تواصل معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونسعى من أجل استمرارية المشروع».
توسيع مشروع
ويؤكد القائمون على أمر المطبخ، أنهم يستهدفون كل صاحب حاجة، ويسعون لتوسيع المشروع، ونقل التجربة إلى خارج العاصمة الخرطوم.
ويؤكد حسن أنهم يوزعون حالياً حوالي خمسة آلاف وجبة، عبر مراكز ونقاط منتشرة، كما أن لديهم مطبخاً آخر في منطقة أم درمان، يوزع حوالي 1200 وجبة، لتغطية أربع مدارس بشكل متكامل، ويتابع: «نحن نسعى لنشر التجربة، ولدينا الآن تصديق لإقامة مراكز أخرى خارج العاصمة الخرطوم، في كوستي وبورتسودان».