Loading alternative title

الكابلي .. سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة

alternative title
الكابلي .. سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة

الخرطوم – تانا 4 ميديا

مات الكابلي وما ماتت جلائل أعماله الإبداعية هكذا هو لسان حال السودانيين وهم يودعون أحد عمالقة الفن في البلاد، والذي رحل بعد رحلة عامرة بالفن والجمال، ترك الكابلي الأديب الفنان الذي ولد في ثلاثينيات القرن الماضي ببورتسودان رصيدا زاخرا من الابداع الذي امتد لعقود من الزمان، أغنى الساحة الفنية السودانية بأعذب الأشعار والألحان، وأسمعت كلماته من هم خارج جغرافيا أرض النيلين .  

ولعل أشهر ما صدح به الفنان السوداني الراحل عبد الكريم الكابلي أغنية اسيا وافريقيا التي صاغ كلماتها شعرا الشاعر الكبير تاج السر الحسن، متغنياً فيها لمؤتمر باندونق  الذي ولدت عنه حركة عدم الانحياز والتي مثلت في ذلك الحين آمالا كبيرة لدول العالم الثالث، في ظل بروز القطبية الثنائية (الرأسمالية ، والاشتراكية)، وتعتبر قصيدة (آسيا وافريقيا) المحطة التي قادت الكابلي نحو النجومية، وذلك عندما تغني بها في حضرة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر عند زيارته للخرطوم في العام 1961، لا سيما وأن عبد الناصر من الزعماء الذين تبنوا حركة عدم الانحياز، ولكن يا لمفارقة الأقدار فرغم عشقه تغنيه لأفريقيا وآسيا ها هي يد المنية تختطفه وهو بالقارة الامريكية.  

حيث يقول مطلع القصيدة : 

عندما أعزف يا قلبي .. الأناشيد القديمة 

ويطل الفجر في قلبي .. على أجنح غيمة 

سأغني آخر المقطع .. للأرض الحميمة 

للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو 

 لرفاقي في البلاد الاسيوية 

للملايو .. ولباندونق الفتية 

لليالي الفرح الخضراء .. في الصين الجديدة 

والتي أعزف في قلبي لها ألف قصيدة 

كما أن ذات القصيدة رسخت للعلاقات الشعبية بين السودان ومصر، لا سيما وان السودان حينها يكابد مخاض الاستقلال عن المحتل الانجليزي، وأصبح المقطع الغنائي الذي يتناول العلاقة بين السودان ومصر ايقونة الروابط بين البلدين، إذ أبدع الراحل عبد الكريم الكابلي في لحنه وادائه، وكلما عكرت رياح السياسة صفاء العلاقة بين الجارين يستذكر الحادبون ذلك المقطع من الاغنية :  

مصر يا اخت بلادي يا شقيقة 

يا رياضا عذبة النبع وريقة 

يا حقيقة ..  

مصر يا أم جمال أم صابر 

ملء روحي انت يا اخت بلادي 

سوف نجتث من الوادي الأعادي 

فلقد مدت لنا الايدي الصديقة 

وجه غاندي وصدى الهند العميقة .. 

ولمفارقة  

وتغنى الفنان الراحل عبد الكريم الكابلي باللغة الدارجة السودانية في كل ضروب الغناء السوداني وعُرف بتطويع الألحان العصية لتصبح سهلة وممتعة تتذوقها آذان المستمع دون عُسر، حيث تطور في الكثير من اغاني التراث الشعبي بوصفه باحثا تراثيا لا يشق له غبار، كما تطرق للغناء للوطن، وسال ابداعه في أنشودة (الهجرة والاغتراب) أو ما عرفت بأوبريت الشريف زين العابدين الهندي، حيث قام الكابلي بتلحينها وادائها وهو يطوف بكل بقاع السودان ويسبح عبر قوارب الابداع في وديانه وانهاره، مستصحبا معه جمال الطبيعة وعادات مكونات السودان المختلفة . 

 بالإضافة إلى تغنيه باللغة السودانية الدارجة استطاع الكابلي الأديب المتمكن من أدوات اللغة الفصيحة من تلحين وغناء قصيدة الخليفة الأموي يزيد بن معاوية التي يقول في مطلعها :  

نالت على يدها ما لم تنله يدي 

نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي 

كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها 

أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ ....  

  • شارك على:

شبكات التواصل الإجتماعي

انضم لنا على الفيسبوك

@ Tana4MediaSD

تابعنا على تويتر

@ tana4media

تابعنا على الانستغرام

@ tana4media

شاهدنا على اليوتيوب

@ channelUCCZ_l1_2woyVL7b2pf93dpQ
image title here

Some title