السودان .. كتل بشرية تقتحم القصر الرئاسي وتطالب بالحكم المدني
الخرطوم – تانا 4 ميديا
احتشدت كتل بشرية من السودانيين على اسوار القصر الجمهوري، بعد أن كسر مئات الآلاف من المحتجين كل الاطواق الأمنية المحيطة بالمنطقة الاستراتيجية وسط العاصمة الخرطوم، مطالبين بابعاد الجيش عن السلطة وتشكيل حكومة بقيادة مدنية تستكمل الفترة الانتقالية .
وبعد مناوشات وعمليات كر وفر بين القوات الامنية والمتظاهرين الذين تدافعوا بأعداد كبير من كل مدن العاصمة الخرطوم، تمكنوا من الوصول الى وجهتهم، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بكثافة لتفريق المحتجين الا أن محاولاتها باءت بالفشل بفعل الجموع البشرية الكبيرة، التي تدفقت الى فناء القصر الرئاسي .
وقال متظاهرون لـ(تانا 4 ميديا) إنهم لن يقبلوا بشراكة مع المؤسسة العسكرية وانما يسعون لسلطة مدنية كاملة، واعادة هيكلة الاجهزة الأمنية وتنقيتها من فلول نظام الاخوان الذين لا يزالون داخل تلك الأجهزة، واعادة هيبة القوات المسلحة التي تم تسييسها من قبل النظام المعزول، مشيرين الى أنهم ليسوا ضد القوات المسلحة أو بقية الاجهزة ، ولكن يريدون أن تطلع تلك القوات بمهامها الدستورية بعيدا عن الحكم .
وتحركت مواكب المحتجين من جميع مدن العاصمة الخرطوم بالرغم من قرار السلطات اغلاق جميع الجسور الرابطة بين المدن الثلاث، إذ تمكنوا من كسر الحواجز الامنية واقتحام الجسور المغلقة وصولا الى داخل العاصمة، حيث عبر الآلاف جسر النيل الابيض الرابط بين مدينة الخرطوم بأمدرمان العاصمة الوطنية للبلاد، بينما اقتحم حشود أخرى جسري المك نمر والقوات المسلحة عبورا من مدينة الخرطوم بحري.
والتحمت تلك المواكب مع الحشود التي جاءت من مناطق الخرطوم وشرق النيل، بتقاطعات وسط الخرطوم ومن ثم تحركوا ناحية القصر الرئاسي، بعد أن دخلوا في عمليات كر وفر بالأزقة القريبة من محيط القصر، وهم رافعين شعارات تنادي بتنحي رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وابعاد المؤسسة العسكرية عن السلطة، ومحاكمة المتسببين في قتل المتظاهرين .
واستبقت السلطات السودانية الملوينية المعلن عنها من قبل لجان المقاومة، بإغلاق كامل للعاصمة الخرطوم، مع انتشار أمني كثيف لا سيما حول المناطق المهمة والاستراتيجية، وتأتي تظاهرات اليوم إحياءا لذكرى ثورة ديسمبر التي اطاحت بحكم الرئيس المعزول عمر البشير.