الخرطوم – تانا 4 ميديا   

عادت السلطات السودانية لقطع خدمة الانترنت من جديد اليوم السبت للحد من الاحتجاجات التي انتظمت البلاد منذ قرارات قائد الجيش في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي والتي أعلن فيها حالة الطوارئ وعطل بموجبها موادا في الوثيقة الدستورية تتعلق بالشراكة مع المدنيين، في ذات الوقت الذي احكمت فيه الاجهزة الأمنية اغلاق جميع الجسور النيلية والطرق المؤدية الى وسط الخرطوم قبيل ساعات من انطلاق تظاهرات اليوم مطالبة بالحكم المدني .

في غضون ذلك أطلقت السفارة الأمريكية في الخرطوم تحذيرا لرعاياها في السودان، وطالبتهم بتجنب الحشود والمظاهرات وتجنب السفر والابتعاد عن محيط الاحتجاجات، كما دعتهم لمراجعة خطط الأمان الشخصية الخاصة بهم .

واستبقت السلطات مليونية احتجاج جديدة معلن عنها اليوم من قبل لجان المقاومة وتجمع المهنيين، بتعزيز الاجراءات الامنية جعلت من وسط الخرطوم شبيه بالثُكنة العسكرية، إذ انتشرت قوات مشتركة من الجيش والدعم السريع والشرطة بالطرقات الرسمية وأغلقتها تماما أمام حركة المارة، كما كثفت تواجدها بالمواقع السيادية والاستراتيجية، لا سيما حول القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي الذي حدد كوجهة للمتظاهرين الرافضين لقرارات قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وما تمخض عنها من اتفاق بينه ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك .

وجهت لجنة تنسيق شئون أمن ولاية الخرطوم بإحكام قفل الجسور النيلية عدا جسري سوبا والحلفايا اعتباراً من مساء الجمعة، وأكد أن ذلك يأتي في إطار خطة تأمين الولاية وحماية المواقع السيادية والاستراتيجية بوسط الخرطوم، وحذرت اللجنة المتظاهرين من مغبة الخروج عن السلمية والاقتراب والمساس بالمواقع السيادية والاستراتيجية، واعتبرت ذلك مخالف للقوانين، وتوعدت بالتعامل مع الفوضى والتجاوزات مع تأكيدها على حق التظاهر السلمي.