شراكة بين (يونيتامس) والاتحاد الافريقي لدفع التوافق السوداني
الخرطوم – تانا 4 ميديا - وضع الاتحاد الافريقي يده مع بعثة الامم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس)، بحثا عن مخرج توافقي للأزمة السودانية المستحكمة، في ظل تحذيرات أطلقتها المنظمتين من خطورة الاوضاع التي تمر بها البلاد، ما يحتم على الفرقاء الاستعجال والجلوس على مائدة الحوار، والتوصل الى حلول تعيد الانتقال الى مساره .
واعلن رئيس بعثة الامم المتحدة (يونيتامس) فولكر بيرتس في مؤتمر صحفي مشترك عقده بالخرطوم مع مبعوث الاتحاد الافريقي محمد حسد ولد لباد عن شراكة وتعاون بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لدعم السودانيين في ايجاد مخرج من الأزمة، وكشف أن الجانبين شرعا فعليا في إجراء لقاءات مع الاطراف السودانية، بهدف العودة لوضع دستوري والعودة لمسار الانتقال نحو الحكم المدني والديمقراطية والسلام، ولفت الى أن منظمة ايقاد أبدت استعدادها لتسمية مبعوث خاص للمساهمة .
وشدد بيرتس على أن البعثة الأممية والاتحاد الافريقي ليسوا بصدد فرض أي حل على السودانيين، ولكنهم مستعدون لتسهيل العملية السياسية، وأن الحل يجب ان يكون سودانيا، وقال إن المرحلة الأولى من المشاورات اثبتت أن هناك الكثير من مجالات التوافق والتقارب، مما يؤكد أن الوصول إلى حل مشترك أمر ممكن حالما توفرت الارادة السياسية لدى الأطراف.
كما المسؤول الأممي اختيار البعثة أو ترشيحها لمن يشغل منصب رئيس الوزراء في السودان، وقطع بأن اختيار رئيس الوزراء شأن سوداني بحت، وأن البعثة ليس لديها مجرد اقتراح بشأن الأمر، وحث على ضرورة الاسراع بالجلوس للحوار وكسب الوقت، لوقف التدهور الاقتصادي والأمني بالبلاد، لا سيما وأن هناك مواعيد مهمة مرتبطة بإعفاء الديون الخارجية، واستلام منح البنك الدولي التي قال إنها ستضيع اذا لم يتم التوصل الى حل للازمة السياسية قبل شهر يوليو المقبل.
ولفت بيرتس متطلبات اساسية قبل الدخول في حوار حقيقي تتمثل في إعادة بناء الثقة المفقودة بين السلطة والشعب السوداني، وأضاف :" هناك ضرورة ملحة لخلق مناخ مواتٍ لحوار حقيقي، عبر انهاء العنف وضمان حق التظاهر السلمي، ووقف الاعتقالات التعسفية، والافراج عن المعتقلين السياسيين ورفع حالة الطوارئ ".
بدوره حث مبعوث الاتحاد الافريقي محمد الحسن ولد لباد الفرقاء السودانيين باستعجال التوصل الى توافق وطني يقود البلاد الى بر الأمان، ولفت الى أن كل المؤشرات لدى الاتحاد الافريقي والامم المتحدة تشير الى أن السودان في خطر كبير ، ما لم يبادر السودانيين نحو الحل التوافقي، وأكد التزام المنظمة القارية بالتعاون والشراكة مع بعثة الأمم المتحدة لدعم السودانيين في العودة إلى مسار انتقالي حقيقي ينتهي بانتخابات حرة وحكم مدني ديمقراطي يحقق طموحات الشعب السوداني.
وأكد أن ليس بإمكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أو الاتحاد الافريقي إملاء مضمون التفاوض على الاطراف، مشددا على أن القضية سودانية، تتطلب من جميع الأطراف التوافق على ترتيبات دستورية يعتمد عليها الحكم المدني حتى يكتمل بمقتضاها نظام مدني يتولى إدارة البلاد عبر برنامج محدد للمرحلة الانتقالية، ترتب لانتخابات ديمقراطية حرة وشفافة تعطي أساسا حقيقيا لسلطة ثابتة في البلاد .