السودان .. الاقتتال القبلي يحصد عشرات الارواح بغرب دارفور
الخرطوم – تانا 4 ميديا - مئات الارواح ازهقت فما ان تنطفي بؤرة النزاع القبلي في منطقة إلا وتشتعل في أخرى، ويد الحكومة مكتوفة عاجزة عن تجفيف سيولة الأمن ومعالجة عوامل النزاع، الذي تجدد وبشكل أعنف يوم الجمعة الماضي في منطقة كرينك التي تبعد حوالي 80 كلم عن مدينة الجنينة بغرب دارفور مخلفاً حوالي عشرين قتيلا وعشرات الجرحى، ونزوح لحوالي 80 ألف أسرة، وتواصل الاقتتال الذي نشب بين قبيلتي الرزيقات والمساليت، صباح الأحد مخلفاً عشرات القتلى والجرحى الذين أسعف بعضهم الى مستشفيات مدينة الجنينة.
وبالتزامن مع تعزيزات أرسلت الى هناك وصل حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي إلى منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور التي شهدت هي الأخرى أحداث دامية خلال الفترة القليلة الماضية قتل فيها ما يقارب الـ200 شخص ونزح الألاف الى دولة تشاد المجاورة، وتأتي زيارة مناوي التي شملت عدة مناطق بالإقليم للوقوف ميدانيا على الاحداث، وعقد مصالحات اجتماعية في المنطقة الملتهبة.
واستمع حاكم الاقليم إلى أراء مواطني المنطقة، الذين طالبوه بتوفير الأمن، وإنزال اتفاقية السلام على أرض الواقع، وتوفير المعونات اللازمة للحياة حتى يتسنى لهم العيش ومجابهة ظروف المنطقة الصعبة، كما طالبوا بضرورة بسط هيبة الدولة وجمع السلاح الذي أصبح انتشاره مهدداً للأرواح، بجانب توفير الخدمات الإنسانية والتعليمية والصحية لأهالي المنطقة .
وحض حاكم دارفور الأهالي هناك على نزع فتيل الفتنة والسعي لنبذ العنف والتطرف الإثني والعمل على التعايش السلمي والاحتكام لصوت العقل، تناسي المرارات ونشر ثقافة السلام، وكخطوة عملية للحد من العنف القبلي شكل الحاكم ميدانياً قوات مشتركة ومنحها كافة الصلاحيات للتدخل لمنع وفض أي احتكاكات ما بين جميع الاطراف.
وانعكست الحالة العامة التي تشهدها البلاد، على مجمل الأوضاع لا سيما الأمنية، إذ اسهمت حالة اللا الدولة في حدوث تفلتات هنا هناك، لا سيما في مناطق الهشاشة، التي لا تزال تعاني آثار الحرب، في ظل جود أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ونازح جراء الحرب في دارفور، ومما زاد الأوضاع سوءا بجانب التردي الاقتصادي والتنافس حول الموارد بين المكونات القبلية، عدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية الذي نصت عليه اتفاقية جوبا للسلام، وهو البند الذي يعالج تعدد القوات والانتشار الكثيف للسلاح بأيدي المدنيين .