الدراما الحمراء.. المريخ من مسرح الرجل الواحد إلى مسلسل سوداكال وحازم
الخرطوم – تانا 4 ميديا - في السودان يغلق المسرح القومي أبوابه، ويبدو قطاع الدراما في التلفزيون القومي بلا مهام، قد يكون ذلك لأسباب ودواعي مختلفة بعضها يتعلق بالدراميين أنفسهم وكثيراً منها متعلق بتوفير أموال لإنتاج الأعمال، لكن الأمر لا يبدو خطيراً الدراما المفقودة في المسرح والتلفزيون يمكن الحصول عليها في مكان آخر .
هنا نادي المريخ الذي تأسس في العام 1927 أحد أكبر الأندية السودانية الفريق الذي يتوزع عشقه على ملايين القلوب في كل أرجاء السودان وفي جنوب السودان، وممثل دائم للسودان في المحافل الدولية والمتوج بعدد من البطولات، هنا مسرح كبير لدراما لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد في التقرير التالي تتابعون بعض المشاهد الدرامية في مسرح المريخ الكبير.
ضعف النتائج على المستوى الدولي، علامة مسجلة باسم الأندية السودانية والمنتخبات السودانية في منافسات كرة القدم، غياب البنى التحتية، والعمل دون احترافية، وغيرها من النواقص التي تجعل من كرة القدم مجرد لعبة . كل ذلك يرده البعض الي غياب الإدارة الفاعلة والتي تضبط العلاقات داخل هذه الأندية العاجزة من تحولها إلى مؤسسات وتفاقمت الأزمة الادارية في هذه الأندية بمغادرة من يطلق عليهم الأفذاذ من الرعيل الأول ممن أداروا دفة أندية كرة القدم "ابو العائلة والطيب عبدالله"
في مطلع الألفينات ظهر في الساحة المريخية جمال عبد الله الوالي ظهور جمال في الساحة الحمراء، جعل من المريخ مسرح الرجل الواحد فبرزت الهتافات والشعارات "لن نوالي غير الوالي، الوالي رئيس طوالي"، كان جمال يقدم استقالته صباحاً وتعيده دراما الرفض مساءاً لذات المنصب قبل أن يحزم حقائب مغادرته تماماً ويفتح المسرح على مصراعيه أمام ممثلين جدد.
في العام 2015 تقدم أدم عبد الله سوداكال لشغل منصب رئيس المريخ، وفاز بالتزكية ومن لحظة صعوده الأولى، بدا وكأن المريخ في طريقه إلى رسم مشاهد سيناريوهات درامية لا تنتهي، الرجل كان يدير النادي من محبسه في سجن الهدى وهو المطارد بعدد من القضايا، وملاحق بالسؤال حول مصدر ثروته ؟ وهو سؤال يبدو أقل من السؤال الآخر حول ما هي المقومات التي جعلت منه رئيساً للنادي الكبير ؟، وهو السؤال الذي يجيب عليه عشاق المريخ بقولهم آدم رئيس للمريخ لأن أشرف هو رئيس الهلال، وحقاً لم تكن الدراما الحمراء أكثر من الدراما الزرقاء التي كان بطلها "الكاردينال"، وفسر البعض ما يحدث يومها أن قمة الكرة السودانية وتولي رئاسة الهلال أو المريخ اصبحت لتبيض الوجوه والمواقف وربما غسل الأموال.
وتصل الدراما ذروتها حين تشتعل معركة " سوداكال و حازم" من أجل شغل منصب الرئيس هنا يمكنك أن تتابع جمعيتين عموميتين الأولى اختارت بقاء آدم في المنصب والأخرى، توجت حازم المقيم في الإمارات رئيساً ومعارك حول الشرعية لا تنتهي اعتصام في النادي وليلة السكاكين الطويلة، سيارات تتبع لإحدى الحركات المسلحة تدعم سوداكال وشرطة تضع يدها على الإستاد، ومقر النادي ودراما السودان التي لا تغيب ما يجري في المريخ صراع ذو طبيعة عنصرية.
في مسرح المريخ الواحد عرضين ولكلٍ بطله يختار آدم غارزيتو مدرباً للفريق، ويُعين حازم عبر الجاكومي إبراهومة مدرباً للمريخ، معسكران لفريق الشباب أحدهم في الخرطوم والآخر في الدمازين برعاية سوداكال والإستاد الذي استضاف احتفال الاتحاد الافريقي بمرور خمسين عاماً تحول إلى ساحة جرداء ومعارك قانونية في الاتحاد العام وشكاوي وصلت الفيفا وكاس والمسلسل مستمر .
أمس تشهد أمدرمان احتفالات صاخبة باللون الأحمر، والسبب أن كاس أعادت سوداكال رئيساً للنادي، وهو القرار الذي يقول الطرف الآخر إنه لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به، وأن حازم هو رئيس المريخ الشرعي، قبل أن يصل النادي كان سوداكال يصدر قراراً بإيقاف عمليات الصيانة التي تجري في الاستاد بواسطة الدعم السريع، وتقديم شكوى ضد شركة الجنيد، لكن قبل أن ينتهي احتفال عودة سوداكال كان نائب رئيس المريخ في مجلس حازم محمد سيد أحمد يرفع صورة على صفحته، قائلاً " أن أعمال التأهيل مستمرة" أو لم نخبركم أن دراما نادي المريخ لا تنتهي.