Loading alternative title

كيــف تبــدو ... الخــرطــوم باللــيــل؟

alternative title
كيــف تبــدو ... الخــرطــوم باللــيــل؟

الخرطوم - تانا 4 ميديا

كثيرًا ما يعبِّر سكان العاصمة السودانية الخرطوم عن شوقهم لما يعتبرونها حقبة "الزمن الجميل"، من الخمسينيات وحتى مطلع الثمانينيات، إذ كانت الخرطوم واحدة من أجمل وأرقى العواصم الإفريقية، تزدحم أسواقها بالبضائع القادمة من كل أنحاء العالم، وتهبط فيها الطائرات القادمة من معظم العواصم الإفريقية والأوروبية، كما تنشط العاصمة ليلًا حيث يرتاد الناس الكازينوهات والمطاعم الراقية ودور السينما، وأماكن الترفيه التي كانت تحمل أسماءً أجنبية مثل " سانت جيمس، غوردون ميوزيك هول، أفريكانا، غراند أوتيل"، واكتظّت المدينة آنذاك بجاليات أجنبية من الشوام والهنود واليونانيين والأقباط، ذلك ما كان في الماضي  فكيف  يقضي  سكان الخرطوم ليلهم ؟

الخرطوم  بين  زمانين

أمام متجر في السوق العربي يختار "كرار تنير" سوداني  في مطلع السبعينات من العمر جلسته فوق  صندوق لتعبئة المياه الغازية، يستدعى ذكريات المكان قبل ان يقول: لم تعد  الخرطوم  هي الخرطوم، لقد  تغير كل شيء، ويضيف الرجل في حديثه لـ(تانا 4 ميديا) بحسرة ما تشاهدونه الآن مجرد مسخ مشوه، وأطلال عاصمة كانت تعج بالحياة في الشوارع والمقاهي  ودور السينما والمسرح، وكان ليلها يمتد حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي  لكن الأن لم يعد هناك شيء يغري بالبقاء ليلاً خارج المنزل لا مقاهي ولا دور سينما وحتى  المسارح أغلقت أبوابها . 

حول  "ستات الشاي"

في ليل الخرطوم تتحول الساحات والميادين العامة إلى مسرح كبير حول "ستات الشاي" هن مجموعة من النساء المعيلات اضطررن لبيع الشاي والمشروبات الساخنة في الشوارع لكسب العيش على مقاعد بلاستيكية  يجلس محمد ورفاقه على مقربة من شارع الموردة بأمدرمان يتناولون المشروبات منهمكون  في لعبة "الليدو" بالنسبة لمحمد فإنه ورفاقه يقضون معظم ساعات الليل في هذا المكان، يغادرونه في بعض الاحيان لنادي المشاهدة لمتابعة مباريات كرة القدم الاوروبية المكان يتناسب مع قدراتهم المالية حيث المشروبات، وأسعارها في متناول اليد سعر كوب القهوة  بحوالي 300 جنيه سوداني ما يعادل نصف دولار  تقريباً.

وتمتهن أكثر من 75 ألف إمرأة بيع الشاي في شوارع الخرطوم بحسب تقديرات منظمات مهتمة بعمل  النساء، وتنظم العشرات منهن  في شارع النيل حيث يقضي الكثيرون ساعات الليل هناك مع ظهور بعض المقاهي الحديثة، وتعتبر "اميرة" في حي العمارات ست الشاي الأشهر تقاسمها ذات الأمر (حليوة) التي اختارت مكانها في قلب الخرطوم ونالت شهرتها من تحلق المثقفين في المكان .

ضوء في نفق مظلم

يحاول عمر عشاري أحد الناشطين في العمل السياسي والتطوعي صناعة واقع جديد يغيّر بؤس ليل الخرطوم وذلك من خلال مقهى أطلق عليه اسم (رتينة) في منطقة بري بالخرطوم  حيث لا  تتوقف حركة الاحتجاج  التي تطالب بإسقاط السلطة الانقلابية  المقهى يقدم المشروبات ويقيم فعاليات للغناء والموسيقى  والشعر والندوات لمناقشة قضايا تهم المجتمع يصف عشاري ليالي الخرطوم بالكآبة الناتجة عن الأوضاع السياسية التي أثرت على رغبة الناس في الخروج من أجل حضور برامج ثقافية وفنية ويكمل عمر نحن نقاوم لأن الثقافة نفسها مقاومة ونتيجة الأوضاع السائدة قال عشاري أنهم اضطروا لإقامة بعض  الأنشطة  في وقت العصر بدلاً عن الليل وذلك للأسباب المرتبطة بحراك الاحتجاج.

في الخرطوم لم تتوقف الحفلات الجماهيرية في الصالات المغلقة، لا يكاد يمر ليل دون أن تجد إعلان حفل جماهيري ويستحوذ "البروف" متعهد إقامة الحفلات على النصيب الأكبر من تنظيم  حفلات يشارك فيها  نجوم الغناء من الفنانين والفنانات بالسودان وسط حضور جماهيري كبير لم يمنعه  دفع  قيمة  الحفل التي تعادل  5 ألف جنيه سوداني  ما يعادل 10 دولارات تقريبا.ً

الشهر الماضي الغت مجموعة راي الغنائية حفلاً جماهيرياً، واعتذرت للجمهور في المسرح القومي وذلك تضامناً مع شهداء الحراك الاحتجاجي حيث شهدت يومها مدينة امدرمان التي تستضيف الحفل تظاهرات  سقط فيها شهيدين، ما حدث كان يؤكد على تأثير الأوضاع على ليالي الخرطوم.

ليل الخرطوم اليوم لا يشبه ليال ذات المدينة في ستينات وسبعينات  القرن الماضي، ولا يشبه لياليها في بداية ما بعد الثورة  التي أطاحت بالرئيس السابق الناس يعودون إلى بيوتهم في وقت باكر، الطرق لم تعد آمنة كما  كانت سابقاً، سوء وغياب حركة النقل  بين مدنها الثلاثة " الخرطوم، بحري، وامدرمان "  ورغم ذلك يحاول سكانها توظيف المتاح لهم بجعله ليل للحياة والترفيه معاً.

  • شارك على:

شبكات التواصل الإجتماعي

انضم لنا على الفيسبوك

@ Tana4MediaSD

تابعنا على تويتر

@ tana4media

تابعنا على الانستغرام

@ tana4media

شاهدنا على اليوتيوب

@ channelUCCZ_l1_2woyVL7b2pf93dpQ
image title here

Some title