منى مجدي تحارب "السرطان" بمحبة الأصدقاء وريحة تراب البلد
الخرطوم - تانا 4 ميديا
ليل الخرطوم .. مطار المدينة الذي تأسس في خمسينات القرن الماضي، لافتة إعلانية لإحدى شركات الاتصالات وعبارة " حبابكم عشرة " صوت من البعيد القريب " انا الطابية المقابلة النيل أنا العافية البشّد الحيل"، كورال كلية الموسيقى والمسرح محملاً بالأمنيات في انتظار "منى مجدي" التي وصلت فجر اليوم الاثنين، الفنانة قادمة من القاهرة، التي تقيم فيها مؤخراً في رحلة استشفاء من السرطان، وسط استقبال حاشد كان في انتظارها.
فبراير الماضي وفي مستشفى مدينة ود مدني وسط السودان، اكتشفت المغنية السودانية منى مجدي سليم إصابتها بسرطان "الثدي" في المرحلة الثانية، وأجرت منى عمليةً لاستئصال الورم بمستشفى نور يوسف الطبي بمدني، وقررت مواصلة العلاج في مصر بعد أن حدد لها الأطباء ثمان جلسات أكملت منها حتى الآن خمس جلسات.
منى المقبلة على الحياة قررت أن تعود في رحلة عكسية مع النيل لدفء الأهل والعشيرة لتتزود بطاقة جديدة تمكنها من مواصلة المقاومة وهزيمة الداء اللعين.
اشتد بها الشوق للسودان والأهل والأصدقاء، فحضرت لتقضي برفقتهم بعض الأيام، ومن ثم تعود إلى القاهرة لمواصلة العلاج، وقالت: (اشتقت للسودان وناسه)، الناس الذين كانوا ينتظرون من كانت تسير معهم في مواكب الثورة لا تتأخر حين يتعلق الأمر بالدعم المالي أو العيني يرددون على مسامعها وقد أضاءت ابتسامتها المطار " لن نتركك تسيري وحدك".
أصدقاء منى وزملاء الكلية والكورال، كانوا في انتظارها بصالة الوصول، وأعدوا لها استقبالاً حافلاً، وانتظروا بهدية رائعة، عبارة عن أغنية خاصّة لها من كلمات الشاعر يوسف الأمين. فتغنى الجميع مع منى، في مشهد إنساني، اختلطت فيه مشاعر الحُب مع الدموع.
استقبال منى، وجد تفاعلاً كبيراً من جمهورها وعدد من الفنانين والصحفيين في وسائل التواصل الاجتماعي. حيث تمنوا لها الشفاء العاجل، وأظهروا لها مشاعر الحُب والدعم اللا محدود.
بدأ المخرج السوداني الطيب صديق الذي زامل مجدي في كورال معهد الموسيقى وكان أحد الحاضرين في مهرجان استقبال مني مجدي " - بدأ واثقًا من انتصار منى على السرطان، ويذكر صديق مواقف إنسانية لمنى كان شاهدًا عليها، منها رؤيتها وهي تحل مشاكل الناس وتدفع رسوم دراسية لطلاب ومصاريف علاج لمرضى. ويقول: "إنسانة بهذا الخير يحيطها لطف الله وستخرج من معركتها منتصرة".
وتمثل منى التي ولدت في مصر في العام 1987 جيلًا من الفنانين السودانيين الصاعدين، تربت بين القاهرة ومدني، وسافرت مع أسرتها إلى القاهرة بعد سنتها الخامسة في مرحلة الأساس، وواصلت دراستها بالقاهرة حتى المرحلة الثانوية، ثم عادت إلى الخرطوم لتدرس بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان، قبل أن تشكل حضوراً كبيراً عبر البرنامج الأشهر أغاني وأغاني.
وسبق أن أعلنت منى عن إصابتها بالسرطان عبر صفحتها بفيسبوك قائلةً: "انضممت لكثير من نساء بلادي المصابات بداء سرطان الثدي المحاربات، القويات، القادرات.. بكل الإيمان أتقبل ابتلاء ربي وقدر الله وما شاء فعل.. رجاء محبة لكل النساء عليكم بالكشف المبكر والحمد لله والشكر لله على كل حال".
ما يعني أن مني عليها أن تخوض معركة أخرى من المقاومة، لم تكن الأولى في مسيرة (بت مدني" التي سبقت وأن قاومت الظلم بالثورة، وقاومت حملات النظام العام في العهد السابق بالإقبال على الحياة هي مني نفسها التي ستخوض معركتها ضد الداء اللعين بالمحبة بوقفة الأصدقاء وريحة تراب البلاد التي تعشق، ستخوض معركتها بسلاح دعوات المحبين وما أكثرهم في حياة منى العاشقة للحياة.