قمة الجنينة ..الكأس للمريخ والهدف تسجله لجان المقاومة
الخرطوم - تانا 4 ميديا
في الذكري السابعة عشر لرحيل مؤسس الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق دي مابيور في حادثة تحطم طائرة بجنوب السودان، كان الرجل الذي يشغل ذات منصب قرنق لحظة وفاته، منصب "النائب" الفريق أول محمد حمدان دقلو يوفر الطائرة لحمل فريقي الهلال والمريخ من أجل التباري في "الجنينة" دعماً لسلام دارفورالموقع فيعاصمة دولة جنوب السودان "جوبا" وتعزيزاً للتعايش السلمي بين مكونات أرهقتها الحروب والنزاعات في غرب دارفور .
انطلقت فعاليات قمة كأس السلام ضمن مهرجان السلام وتعزيز التعايش السلمي بمدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور بمشاركة فريقي القمة، الهلال والمريخ العاصميين، وسط حضور كبير من الفعاليات الثقافية والرياضية والسياسية وجماهير ولاية غرب دارفور يوم أمس السبت.
ويتصارع الهلال والمريخ على كأس "السلام" ضمن فعاليات وبرامج أخرى من أجل السلام وتعزيز التعايش السلمي بين مكونات الولاية، والتي شهدت نزاعات متكررة خلفت مئات القتلى ومثلهم من الجرحى والمصابين وآلاف النازحين.
حضر المباراة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وعضوي مجلس السيادة، الدكتور الهادي إدريس والطاهر حجر، بجانب حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، ووالي ولاية غرب دارفور الجنرال خميس أكبر، والسفير السعودي بالخرطوم، وذلك تحت شعار"دارفور تتعافى من الجنينة".
فاز المريخ بمباراة الجنينة على نده الهلال بهدف " التكت" وتسلم قائده "رمضان عجب" كأس السلام من يد نائب رئيس المجلس السيادي راعي المباراة والفعالي.
انتهت قمة الجنينة دون أن ينتهي الجدل السوداني حولها وهي حالة بدت عامة في كل المناشط والفعاليات في سودان ما بعد الإنقلاب، وربما للمرة الأولى لا يحتفي مشجع مريخي بالانتصار على الهلال، ويشعر مشجع أزرق بالفرح بعد هزيمة الهلال فقط لأن نادي الحركة الوطنية لن يضع في خزانته كأس "الحرب" وفقاً لتعبيرات كثيرة، وصفت المباراة بأنها محاولة لصناعة هالة على وجوه من يصنعون أوجاع الشعب .
وسبق قيام مباراة الثلاثين من يوليو إرهاصات بانسحاب الهلال من المواجهة فسرها البعض بأنها تأتي انطلاقاً من موقف الفريق الأزرق وجماهيره من الواقع السياسي العام ورفضهم الانقلاب على الثورة التي انطلقت من المدرجات الزرقاء ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، لكن سرعان ما تراجع الهلال عن موقفه وهو التراجع الذي يقول البعض أنه تعبير عن استجابة مجلس إداراته للضغوط والمزايا من أجل خوض المباراة وذلك عقب انتخاب "السوباط" رئيساً للنادي وهو الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس الغرفة التجارية بتعيين من حكومة ما بعد إصلاح المسار.
تباينت وجهات النظر حول مهرجان السلام والتعايش السلمي الذي احتضنته عاصمة غرب دارفور ودعمه البعض بقولهم " من حق الجنينة الحبيبة أن تفرح وتغني مع مكارم بشير وعمر احساس وتحتضن قمة (هلال مريخ )، وتستمتع بتابلوهات محمد عبدالرحمن والتكت.. من حقها أن تغسل عن ثيابها الدماء وتخبر العالم انها تعافت وما عادت تصدر أخبار العنف والقتل.. لو لم يفعل مهرجان السلام أكثر من تغيير طبيعة الاخبار الواردة من دارفور لكفاه.. غدا نقرأ عن نتيجة القمة وكاس السلام وابداعات البشرى وفضيل ووسامة دارفور في حضرة أهل السودان.. غدا تمضي الاخبار من دار اندوكا .. عن إبداع عمر احساس ومكارم بشير وإدمان المدينة والإقليم ل(شهد التعافي.) .. ليته يدوم .
بينما رفضه آخرين تحت حجج ومبررات "إن من يصنعون الحرب لا يجلبون سلاما" وصناع الشتات لا يمكن أن يصنعون تعايشاً سلمياً يدوم وأن ما يجري لا يعدو سوى كونه أعادة لسيناريوهات النظام البائد فيما يتعلق ببيع الجماهير "الوهم" وسم صورة تناقض الواقع السلام هو أن يعود من شردتهم الحرب ‘لمناطقهم الرئيسية لا أن يحضروا ليشاهدوا فرق الخرطوم وفي طريق العودة ‘إلى معسكراتهم يقطع عليهم الموت الطريق.
في مباراة هلال مريخ الهدف الأغلى هو ما سجلته لجان مقاومة مدينة الجنينة عبر لافتة كبيرة من الدمورية وكتبوا عليها باللون الأحمر" ما يصنع السلام هو العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب" يخبرون الكل بأن السلام هو أن يعود النازحين لمناطقهم هو أن تتوقف آلة الموت من حصد الناس، وأن تتوقف النخبة عن بيع شعبها الأمل الكاذب.
يهتفون ضد إدارتي الهلال والمريخ بالسؤال "بكم بكم بعتوا الدم ؟ قبل أن تحرز اللجان هدفها في مرمي الانقلاب مرددة مطلب كل السودان بـ"مدنية الدولة" وقبل أن يحرز الهدف الثاني بقولها "إن من خربوا الجنينة بحروبهم لا يمكنهم زراعة أشجار السلام ولو جلبوا مايكل جاكسون وشاكيرا وبرشلونة وريال مدريد ".