بين خوف "المعادن" وشكوى " قحت" الدور الخارجي باق ويتمدد
الخرطوم - تانا 4 ميديا
أصدرت وزارة المعادن السودانية بياناً طويلاً، رداً على تحقيق استقصائي أجرته قناة السي إن إن الأمريكية اتهمت من خلالها روسيا بتوظيف تهريبها الذهب السوداني في معركتها ضد أوكرانيا .
وأعلن بيان الوزارة الذي تحصلت عليه (تانا 4 ميديا) عن مقاضاة القناة بسبب تقديم معلومات كاذبة ومضللة ومقاضاة كبيرة الصحفيين في القناة السودانية نعمة الباقر بتهمة "التسلل" لمناطق الإنتاج في السودان دون التقيد بالحصول على إذن مسبق من الوزارة وفقاً لما هو متبع في مثل هذه الحالات.
جاء بيان وزارة المعادن والتحركات الإعلامية الكثيفة لمدير الشركة السودانية للموارد المعدنية " أحد أذرع الوزارة " مبارك اردول من أجل تفنيد الاتهامات متزامناً مع حالة صمت مطبق من الوزارة في التعليق على اعتصامات يقيمها الأهالي في البحر الأحمر وفي ولاية نهر النيل رفضاً لما تقوم به الشركات من أعمال تؤثر على البيئة وحياة الناس في تلك المناطق.
دخل اعتصام سكان منطقة "السلمانية" بولاية نهر النيل في يومه السابع احتجاجًا على نشاط مكثف لتعدين الذهب انعكست آثاره بيئيًا على البلدة القريبة من مناجم تعدين عملاقة في وادي "السقير".
ورغم نشاط التعدين من شركات محلية وأخرى روسية في هذه المنطقة منذ أكثر من خمسة أعوام إلا أن السكان ولاية نهر النيل يقولون إن مناطقهم تصنف من ضمن "أفقر المناطق في السودان".
ورهن قادة "اعتصام السليمانية" بولاية نهر النيل إنهاء الاحتجاجات بتنفيذ مطالبهم وعلى رأسها تحقيق التنمية، والتعدين وفق "المعايير البيئية" حتى لا تضرر البلدة بيئيًا، ويشكو المعتصمين من تأثيرات استخدام مادة السيانيد على حياتهم في ظل عدم التزام الشركات مع غياب رقابة الأجهزة الحكومية على النشاط هناك.
في سياق آخر كشفت مصادر موثوقة بتحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) عن إبلاغ لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية بالتحالف ممثلي عدة دول بمخاطر تواجه البلاد. وبحسب المصادر، بيّنت لجنة الاتصال تصاعد "نُذر حرب مسلحة وانهيار" إلى جانب التحركات التي يقوم بها قائد الجيش لاختيار رئيس وزراء وتشكيل حكومة بعقد تحالفات مع بعض مكونات الطرق الصوفية.
وتأتي شكوى قوى الحرية والتغيير امتداداً لشكاوى السودانيين للخارج من أجل معالجة المشاكل التي يصنعونها هم، وفي سياق ذات الشكاوى دعا القيادي بقوى الحرية والتغيير، عروة الصادق، مصر إلى لعب دورٍ “الحياد الإيجابي” تجاه الشعب السوداني ومطالبة، عن طريق الضغط مع الرباعية (بريطانيا وأميركا والسعودية والإمارات) ودول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) والاتحاد الأوروبي نحو تنحي العسكر عن السلطة ودعم تكوين حكومة كفاءات مستقلة.
وأختار الرجل الثاني في الدولة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان حميدتي أن يبث شكواه وعدم رضاه عن الأوضاع في البلاد التي وصفها بـ المنهارة في وقت سابق من خلال شاشة البي بي سي وهو ما يعزز الفرضية القائلة أن حتى رسائل المسؤولين السودانيين هي في الأصل تستهدف بريد الخارج
بالنسبة لمراقبين فإن ما يجري في الساحة السودانية الأن يؤكد على فرضية تنامي الدور الخارجي في تحديد مسارات السودان ويعبر في الوقت ذاته عن غياب الإرادة السودانية في ايجاد حلول للازمات، وانتظار حلول الخارج، وهي حلول لن تجدي نفعاً بحسب المحلل السياسي خالد التجاني النور الذي حذر من التعامل مع دور الخارج بأنه الأصل فيما يتعلق بإيجاد حلول لمشكلات الداخل ويردف على السودانيين التعلم من تجاربهم السابقة مثلاً "نيفاشا" كانت حل من الخارج انتهت بتقسيم البلاد دون أن تنهي الصراعات بل حتى الوثيقة الدستورية التي تم توقيعها بعد الإطاحة بنظام البشير كانت معالجة خارجية انتهى بها المطاف لما نعيشه الآن.
بعد ساعات من مخاطبة قوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي" سفراء دول الترويكا بشأن اتجاه العسكريين لتكوين "حكومة أحادية" الترويكا تشدد في بيان صدر قبل قليل على تكوين حكومة مدنية ذات مصداقية وفق مشاورات سياسية واسعة .
الأمر قد يعتبره البعض إنتصاراً لرؤية سياسية، لكنه بالنسبة لمن صنعوا ديسمبر الثورة هزيمة من خرجوا يومها فعلوا ذلك لتحرير بلادهم من وصايا الخارج وليس الارتماء في أحضانه عبر بيانات النخبة سواء كانت خوفاً او شكوى كما يحدث الآن .