المــائدة تســتديـر .. لتـعيــد الفلــول في "وثبــة" جديــدة
الخرطوم - تانا 4 ميديا
يوم السبت بدأ وكأن قاعة الصداقة تستدير للخلف بما يوازي ثماني سنوات، نداء أهل السودان الذي صدح به صوت الخليفة الطيب الجد " رجل أم ضواً أن" وأحد رجالات الطرق الصوفية في السودان أعاد للأذهان تفاصيل ما حدث في ذات القاعة في العام (2014) حيث جرت مداولات الحوار الوطني في محاولة من سلطة الرئيس المخلوع للقفز فوق الدماء التي سالت في شوارع السودان عند هبة ديسمبر .
قال المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وحزب التحالف الوطني السوداني، شهاب إبراهيم، إن إطالة أمد الانقلاب يعني المزيد من المسرحيات الهزيلة كمبادرة الشيخ الطيب الجد.
ووصف شهاب إبراهيم المبادرة بأنها ترتكز على مجموعات سقطت مع النظام البائد، ومضى بالقول: " طبيعي أنها تنحرف عن مسارها لأن الغرض الأساسي منها إيجاد حاضنة اجتماعية بشكل أو بأخر للانقلاب لكي يفرض سلطته كأمر واقع، للبدء في تشكيل حكومة، وفي ظنهم أنها ترضي المجتمع الدولي والإقليمي".
بالنسبة لكثيرين فإن المائدة التي تم الدعوة لها استدارت فقط لتعيد أنصار النظام البائد من بياتهم الشتوي الذي فرضته عليهم الثورة التي خرجت مرددة في وجوههم "تسقط بس" بينما يطلق عليها البعض وصف المبادرة الاخوانية وتحت الاشراف المباشر لعلي كرتي.
في قاعة الصداقة حضر وزير الداخلية أحمد بلال عثمان قلب نادية ووزير الصحة بحر ابو قردة و وزير الاستثمار مبارك الفاضل مساعد الرئيس المعزول عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد الرئيس المخلوع موسى محمد أحمد ورئيس السلطة بدارفور التجاني السيسي وزير الصحة الولائية الصادق الهادي المهدي وزير الإعمار والبنية التحتية بالسلطة الإقليمية لدارفور تاج الدين بشير نيام عضو ألية متابعة (حوار الوثبة) 2013-2016 وممثلي إدارات اهلية معروفين بانتمائهم للمؤتمر الوطني.
وتحولت جلسة المائدة المستديرة لمبادرة نداء أهل السودان من النقاش حول امكانية مساهمتها في تحقيق اختراق في الملف السوداني الشائك للنقاش حول سيطرة قوى النظام البائد عليها وتوظيفها من أجل تحقيق تطلعاتهم في حلم العودة مرة أخرى .
فيما أجابت الجلسة على السؤال الذي سبق وأن طرحه نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان حميدتي في وقت سابق حين برر رفضه المشاركة في المبادرة بسبب الاختلاف حولها وبمبرر أنه لا يعرف الأشخاص خلف لجانها الأربعة عشر وكشفت الحجب عن اللجان التي بدأ وكان المؤتمر الوطني هو المسيطر الأكبر عليها وعلى توجيه بوصلتها في تحقيق أهدافه.
وفي وقت سابق وعبر تسجيل مصور كشف الصحفي المنتمي للمؤتمر الوطني المحلول إبراهيم بقال عن سيطرة مكونات بعينها من قيادات الحزب المعزول على المبادرة وتوظيفها لخدمة مصالحهم الذاتية من خلال الاستفادة من مزايا الصرف المالي عليها، معلناً نفض يده عنها .
الجلسة أكدت على حقيقة أنه "لا يستدير في هذا البلد المنكوب، إلا رأس الشعب من توالي صفعات الساسة "الماسكين بيه زمن"، ريثما تستوي الطبخة، أو "تمطر حصو"، أو ما يقابلهما بالرغبات الأجنبية، مثلما أكدت على أن المائدة استدارت من أجل أن تعيد ذات من صنعوا دوائر الخراب في البلاد لثلاثين عاماً مضت .